يونس حمزاوي
تسبب وجود قوات عسكرية لقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي تقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد ضد المعارضة السورية المسلحة في صدمة سعودية واستياء واسع بين دول الخليج، واعتبرته قطر أمرا مؤسفا يخالف التوافق العربي.
استياء قطري
من جانبه، انتقد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ما وصفه بالدعم المصري لبشار الأسد، واصفا ذلك بالأمر المؤسف.
جاء ذلك في سياق مقابلة مع وكالة أنباء "رويترز" التي قالت "إن الوزير وجه انتقاداته نحو مصر، الحليف الخليجي المعتاد، تجاه ما يبدو انحيازا منها لصف بشار الأسد".
وقال الوزير القطري: "بالنسبة لنا، فإن دعم مصر للنظام السوري مؤسف، ونأمل أن يعودوا ويكونوا معنا". ورأى وزير خارجية الدولة الخليجية أن دعم الأسد يشبه دعم الإرهاب، وتابع "إنه إرهابي وعلى قدم المساواة مع داعش".
وتعهد الوزير القطري بدعم مطالب الشعب السوري في مناهضته للأسد حتى إذا سقطت حلب، وأكد كذلك اعتزام بلاده الاستمرار في تسليح الثوار السوريين حتى لو أنهى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دعم واشنطن للجهود الدولية في هذا الصدد.
هذا وبحسب مراقبين، فإن الموقف القطري يمثل تحديا لتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، ولكنه في ذات الوقت يتماهى مع الموقف السعودي والتركي المعادي لبشار والداعم للمعارضة التي تعمل على إسقاطه.
18 طيارا مصريا في صفوف بشار
من جانبه، قال موقع "ديبكا" الإسرائيلي"، إن طيارين مصريين يشاركون حاليا في ضرب مواقع المعارضة السورية المسلحة، وذلك إلى جانب قوات النظام السوري والقوات الروسية.
ونشر الموقع المقرب من المخابرات الصهيونية تقريرا تناول فيه 5 روايات حول وصول طياري مروحيات هجومية مصريين إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.
الرواية الأولى تقول إنه قد وصل إلى سوريا مؤخرًا بضع عشرات من طياري المروحيات المصريين. لكن وفقًا لإحدى الروايات فإن عددهم 18 طيارًا. انتقل الطيارون المصريون على الفور لقاعدة سلاح الجو السوري في حماة، ومن هناك يشاركون في شن غارات على المتمردين السوريين.
والرواية الثانية تقول إنهم جاءوا بدون مروحيات مصرية، وفي حماة جرى تزويدهم بمروحيات هجومية روسية من طراز “كاموف” ( Kamov Ka-52 Alligator attack/reconnaissance helicopter). ويتدرب الطيارون المصريون على هذا النوع من المروحيات منذ نهاية 2015.
أما الرواية الثالثة فتقول إنهم جاءوا على متن مروحياتهم الروسية إلى سوريا، وحلقوا مباشرة من مصر إلى سوريا فوق الجزء الشرقي من البحر المتوسط.
وتقول الرواية الرابعة إنه سبق وصول الطيارين المصريين إلى سوريا ضابطان كبيران من هيئة العمليات بالأركان العامة المصرية بدرجة لواء، قاما بجولة على الجبهة السورية وقدما توصيات حولها. ليس من الواضح لمن قُدمت التوصيات، وما إن كان الضباط المصريون التقوا القادة الروس المتواجدين بسوريا.
وبحسب الرواية الخامسة، فإن عدة مصادر تقول إن اللواءين المصريين يقفان على رأس وفد عسكري مصري يتواجد حاليا بشكل دائم في دمشق.
وينتهي الموقع العبري إلى أنه لا يمكن أن يتم طمس حقيقية أن السيسي قرر المشاركة بشكل فاعل في الحرب بسوريا إلى جانب الأسد، حتى ولو كان ذلك يتم بخطوة رمزية.
صدمة سعودية
وبحسب الموقع العبري، فإن هذا التطور أثار ضجة في العالم العربي خلال الأيام الأخيرة، وتحديدًا في السعودية، التي ضخّت للسيسي مليارات الدولارات في السنوات الماضية، على أمل أن يدافع الجيش المصري عن أمن السعودية ودول الخليج في مواجهة إيران.
ويرى التقرير أنه مع نهاية العام الماضي أدركت العائلة المالكة السعودية أن ذاك الأمل كان كاذبًا، بعد رفض السيسي طلب الملك السعودي سلمان بإرسال قوات عسكرية برية مصرية للمشاركة في الحرب باليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران.
ويشير التقرير إلى أنه عندما اتضح للسعوديين أن السيسي يؤيد الأسد، وأن الوفد المصري بالأمم المتحدة صوت لصالح القرار الروسي الداعم لبشار، أوقفت السعودية خلال الشهور الماضية ضخ المساعدات المالية لمصر، ونقل شحنات البترول السعودية لمصر.
فوز ترامب
ومع فوز اليميني المتطرف دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تشير تلك التطورات إلى تغير الظروف خلال الأسابيع الماضية بالشرق الأوسط. فالسيسي- ضمن آخرين بالشرق الأوسط- يتوقعون أن يتوصل ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاتفاق تعاون عسكري أمريكي روسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الأخرى، مثل جبهة النصرة، والقاعدة بسوريا، وأن يشركا في خطتهما بشار الأسد وقواته.
فالسيسي على يقين من أن إدراة ترامب سيكون موقفها مختلفا كليا عن موقف إدارة أوباما التي هاجمت الأسد بشدة، ولكنها لم توجه له ضربة عسكرية ولو لمرة واحدة.
وبحسب الموقع العبري، فإن اتصالات سرية بين تل أبيب وعمان ودمشق بدأت مؤخرا للعمل على استقرار الوضع على حدود تلك الدول وفي جنوب سوريا. تجرى هذه الاتصالات بعلم الإدارة الأمريكية الجديدة، وكذلك بعلم إدارة الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو؛ أدت هذه الاتصالات إلى عودة قوات “أندوف” التابعة للأمم المتحدة للمنطقة الحدودية بين سوريا و"إسرائيل".
ويرى ديبكا أنه ينبغي أن نفترض أن إرسال الطيارين المصريين إلى سوريا هو غيض من فيض من الاتصالات السرية الجارية الآن حول المسألة السورية.