لماذا تقوم “إسرائيل” بالدعاية المجانية للمقاومة في غزة؟

- ‎فيعربي ودولي

كتب- سيد توكل:

 

حذر مراقبون وسياسيون من محاولة كيان الاحتلال الصهيوني حشد كل ما يستطيع من مؤشرات على تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لتقدمها قرابينَ سياسية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب الذي وجدت في نهجه وتحركاته تناغمًا مع سياساتها ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين بشكلٍ خاص.

 

وفي محاولة من الإعلام الصهيوني لوضع صورة أدوات المقاومة وإجراءاتها التكتيكية تحت المُجهر، فقد بثت القناة الصهيونية العاشرة، تقريراً أظهرت من خلاله "تطور وتعاظم" قوة كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" على الحدود في قطاع غزة. 

 

وأفاد التقرير، بأن الذراع العسكرية لحماس "تتعامل بشكل ذكي وشجاع جدًّا، وبصورة واضحة أكثر من ذي قبل".

 

وقالت القناة الصهيونية، إنها استغرقت في تصوير التقرير 846 يومًا، منذ 2014، ورصدت خلاله الوضع الأمني على حدود قطاع غزة، وعملية تطور معسكرات تدريب "القسام" ونقاط المراقبة الحدودية.

 

وعلّقت شخصية رفيعة في جهاز المخابرات الصهيوني العام "شاباك" على ما جاء في التقرير، بالقول "حماس جاهزة أكثر اليوم، وهي تجهز نفسها كجيش بكل ما تعنيه الكلمة، وليس كمنظمة إرهابية".

 

وطالبت الشخصية الأمنية (لم يُكشف عن هويتها)، "تل أبيب" بأن تتعامل مع حركة حماس وذراعها العسكري وفق المعطيات التي أظهرها التقرير.

 

تضخيم قدرات المقاومة

 

"إسرائيل لا تتوقف عن تضخيم قدرات المقاومة واستعداداتها لأي مواجهة قادمة، بهدف استخدامها مبررًا لأي عدوان على غزة، وتحشيد الرأي العام الداخلي والخارجي"، هذا ما أجمع عليه المحللون الثلاثة، الدكتور عدنان أبو عامر، والدكتور رائد نعيرات، واللواء واصف عريقات في أحاديثَ منفصلة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".

 

ويقول أبو عامر: "الاحتلال يقوم بحالة رصد على مدار الساعة لما تنفذه المقاومة من ترميم لقدرتها العسكرية، استعدادا لأي مواجهة عسكرية قادمة".

 

ويؤكّد نعيرات، أنّ "إسرائيل" في حالة تركيز على غزة بشكل أساسي، على اعتبار أنّها عدو لها بما يتماشى مع وصفه بـ"السياسة الترمبية".

 

استغلال الفرصة

 

يقول أبو عامر، إنّ "إسرائيل" تحاول إيجاد تحالف مع بعض دول المنطقة لمواجهة المقاومة الفلسطينية، باعتبارها جزءاً من محور الحركات الجهادية الإسلامية التي ينبغي محاربتها وشمل المقاومة ضمن هذا العدو الخارجي.

 

فيما يشير أستاذ العلوم السياسية رائد نعيرات، أنّ "إسرائيل" تضرب على نفس الوتر الذي يتكلم به "ترمب" في محاولةٍ لكسب وده، وسعياً منها بضرورة أن تشمل المنظمات الإرهابية التي نادى "ترمب" بضربها المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة.

 

من ناحيته، عدّ اللواء عريقات، الولايات المتحدة الأمريكية الضامن الرئيس لأمن واستقرار "إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ القيادة الصهيونية تراهن كثيراً على ترمب الذي جاء بوعود انتخابية عالية الوتيرة تتوافق مع مبتغاها في تشديد القبضة على "المنظمات الإرهابية".

 

وأشار المحلل العسكري، إلى أنّ "إسرائيل" تحاول أن تستغل الفرصة في محاولة منها لتحريض العالم على المقاومة الفلسطينية، وإظهار أنّها الطرف الضعيف في معادلة الصراع.

 

ويؤكّد أبو عامر، أنّ "إسرائيل" تسعى من خلال هذا التضخيم لقدرات المقاومة إلى تحشيد الرأي العام الداخلي تجاه عدو خارجي متمثلاً بـ"المقاومة"، ومحاولة إزالة الخلافات الداخلية، وبالتالي إشعار المجتمع الدولي الذي يرعى "إسرائيل" أنّ أمامها عدواً يتربص بها، ولذلك لابد من دعمها عسكريًّا وسياسيًّا، والتجاوز عن الخروقات التي تصنعها.