هكذا طبطب السيسي على المصريين.. فقر وغلاء وبطالة وانهيار صحي!

- ‎فيتقارير

على طريقة البهلوانات، حاول قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي التودد لشعبه المغيب، ظانا أنه قد ينجح في خداع المصريين،  رغم اكتوائهم بنار الغلاء والفقر والمرض، والقتل بالسجون وبالشوارع وبأمراض على أبواب المستشفيات وتحت انقاض العشوائيات.
حاول قائد الانقلاب، مجددا، التلاعب ببعض الألفاظ من عينة "مصر طبطبت عليك، مصر وقفت جنبك، أي مواطن يطلب شقة سياخذها، أي مواطن يطلب تكييف سيأخذه، أي مواطن يطلب عربية سيأخذها".. وسط جموع من وزرائه الذين وقفوا كسكرتارية، يؤمّنون على خداعه، خلال افتتاح مشروع الأسمرات 2 بالقاهرة، الأحد، والذي يضم عددا من الشقق لمواطني الإخلاء من منازلهم وسط القاهرة، حيث رفضت الإدارة المحلية تطوير تلك المناطق الحيوية لمواطنيها الأصليين، مفضلة إخراجهم وتعويضهم بشقق بنظام حق الانتفاع فقط، دون التملك أو التوريث، وبعد شهور من إيوائهم تتم مطالباتهم بإيجارات، غالبا ما يعجز عنها السكان المطحونون فيتم طردهم بقوة الجيش والشرطة، كما جري في الأسمرات وفي بورسعيد وفي بشائر الحير بالإسكندرية.. ثم يقوم نظام السيسي ببيع الأراضي التي كانت تقام عليها بيوت المواطنين الذين جرى تهجيرهم، بأسعار فلكية والبناء الفاخر فيها، لمن يدفع، كما يجري في مثلث ماسبيرو، حيث تقام الأبراج الفاخرة لرجال الأعمال، بأسعار خيالية، فيما يلقى المخليين إلى غياهب الصحراء وإلى مجهور حق الانتفاع وليس التملك، ليجدوا أنفسهم أمام أكبر خداع يمارسه نظام ضد شعبه.

خداع متكرر

ووردت العديد من الكلمات الخادعة على لسان السيسي، كتوفير شقق للمواطنين بنحو 600 ألف جنيه دون ثمن الارض والمرافق. وهو رقم كبير جدا، يفوق طاقة 90% من المواطنين، خاصة أنه سيحصل بفائدة تزيد على 17% بنص كلام السيسي، الذي خاطب الحاضرين ووزير الإسكان ووزير المالية ورئيس وزرائه، بأن مبلغ الـ 600 ألف جنيه تصل أرباحها لنحو 9 آلاف جنيه في الشهر.. وهو ما يعني أن الفائدة على تلك الأموال ستصل لأكثر من 17% وهو مبلغ يعجز عنه المستفيدون، فضلا عن أن الشقة التي تصل مساحتها لـ90 مترا تتراوح قيمتها في الأماكن الصحراوية التي ستبنى فيها، بين  200 ألف جنيه و400 ألف؛ ما يؤكد أن السيسي سمسار شقق يبيعها بأعلى من تكلفتتها بنحو 33%، بحسب مراقبين وخبراء إسكان.

وبنفس المنطق، روج السيسي لغاز الصهاينة الذي استورده من الكيان الصهيوني بنحو 15 مليار دولار، بإعلانه منع ترخيص السيارات الجديدة إلا بعد تحويلها إلى العمل بنظام الغاز، وليس البنزين.. كما تعهد بأن تحول السيارات القديمة أيضا إلى نفس النظام بقروض بنكية، وهو ما يعد خدمة للصهاينة، حيث سيجري استيراد الكثير من الغاز الذي ستسخدمه تلك السيارات، ويجري الاستيراد بأعلى من الأسعار العالمية، على الرغم من أن هذا الغاز مسروق من أراضي مصر التي تنازل عنها السيسي في البحر المتوسط للصهاينة وقبرص.
ومن ضمن الفناكيش التي يطلقها السيسي للمصريين، توفير تكييفات هواء للمواطنين، الذين لا يستطيعون سداد أسعار فواتير الكهرباء التي زادت عن 600% منذ انقلابه العسكري، وجرى رفع الأسعار لأكثر من 7مرات بعهد السيسي.
فيما تتزايد معدلات البطالة في مصر بصورة كبيرة بسبب أزمة كورونا التي أضافت لطوابير العاطلين عن العمل أكثر من 12,8 مليون عاطل جديد.. لم يفكر السيسي في أحوالهم، واستمرت سياسات العسكرة المتوحشة التي تحرم المدنيين من الوظائف ليبتلعها كبار اللواءات والضباط، كما يجري في شركات يونيفرسال للأجهزة الكهربائية وتوشيبا العربي، ومشاريع المحاجر في المحافظات، التي لن تأخذ منها الإدارة المحلية سوى 6%.

"طبطبة الوحش"!

وبحسب مراقبين، يعد عصر السيسي من أسوأ عصور مصر، حيث شهد عصره ارتفاعا غير طبيعي للأسعار، وقتل الحريات، والتوسع في إنشاء العديد من السجون، التي بلغت 26 سجنا جديدا في عهد السيسي.. بجانب تدميرا لاقتصاد والتفريط
في الأرض ومياه النيل.

ولم ينجح السيسي في تحقيق ما وعد به من دولة جديدة في 30 يونيو 2020 وجاءت الذكرى والمصريون لم يروا إلا الفقر وانحسار التأثير الإقليمي والدولي.

وما بين طبطبة مصر والسيسي على المواطن، يجد المصريون أنفسهم مطالبين بتحمل كل الكوارث من إلغاء الدعم والغلاء ومصروفات التعليم خاصة الجامعي وفواتير الكهرباء والمياه وأسعار الوقود، بجانب الغاز والبنزين، والأكل والشرب.

وعلى مدار 7 أعوام، قدم السيسي وعوده للمصريين في مجالات الأمن والاقتصاد والمياه، متحدثا عن أحلام المرأة ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، واعدا الشعب بالمستقبل والرخاء والأمان، وطالبهم بالصبر، لكن لم يتحقق أي من هذا حتى وجد المواطن نفسه في وضع لا يحسد عليه.

وارتفعت نسبة البطالة، بجانب محدودي الدخل وتخطى نسبة تحت خط الفقر أكثر من نصف المصريين، كل هذا بسبب سياسة السيسي الفاشلة، علاوة على تخفيض ميزانيات الصحة والتعليم للمرة الثالثة على التوالي

في موازنة مصر، وهو ما ارتد على تدهور أوضاع المستشفيات في مصر، وبات مرضى كورونا لا يجدون السرير ولا الدواء بالمستشفيات، وهو ما عايشه المصريون ليل نهار منذ نحو 4 أشهر، وتخلى السيسي عن علاج الشعب إلا للعسكريين فقط، وهكذا تطبطب مصر السيسي على المصريين.