مظاهر تواطؤ المجتمع الدولي في صفقة القرن وأبعاد العجز أمام سلاح المقاومة  

- ‎فيتقارير

طالب نمرود غورين، رئيس المعهد الإسرائيلي للدراسات الإقليمية “ميتافيم”، بمقاله في صحيفة يديعوت أحرونوت، المجتمع الدولي بمنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إعلان ما تسمى بصفقة القرن؛ موضحا أن “السنوات الثلاث الماضية منذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، شهدت سحب المجتمع الدولي يده من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن اليوم بعد إعلان معظم تفاصيل صفقة القرن التي تتجاهل كليا حل الدولتين، فقد آن أوان أن يسمع المجتمع الدولي كلمته أمام ترامب، بأن يقول له “لا”.

وانتقد المحلل العبري ما يمكن وصفه بتواطؤ المجتمع الدولي عبر التجاهل وعدم الاكتراث بالصفقة، على الرغم من يقين الجميع أنها تقتل حل الدولتين وسوف تسهم في تصعيد الموقف في المنطقة؛ مضيفا أنه “منذ بداية الحديث الأمريكي عن صفقة القرن، فقد حشر المجتمع الدولي في الزاوية، حتى بعد أن تبين أن الصفقة تصعّب إمكانية حل الصراع، لكن المجتمع الدولي لم يقدم في المقابل أي مبادرة جدية، وحافظت معظم دول العالم على التزام الصمت”.

ويشير الكاتب إلى مشاركة أكثر من أربعين زعيما في منتدى محرقة الهولوكوست هذا الأسبوع، ورغم ذلك جميعهم تجاهلوا أي حديث عن صفقة القرن، على الأقل علانية”.

ضعف الموقف أمام غزة

في بعد آخر للقضية، يؤكد الكاتب الإسرائيلي، عاموس غلبوع، الخبير الأمني الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة “معاريف”، أن “إسرائيل غير مطالبة بالتدخل في الخلافات الداخلية الفلسطينية، وكما حاولنا التدخل في حرب لبنان الأولى 1982 بتنصيب رئيس لبناني من طرفنا، فإننا “أكلناها”، مما يتطلب منا تعلم هذا الدرس عند الحديث عن قطاع غزة”.

ويشير الكاتب إلى أن السجال الإعلامي والصحفي والتلفزيوني خلال جولات الانتخابات الإسرائيلية سيطرت عليه غزة بصورة واسعة وكبيرة، وخرجت مقترحات وتوصيات بدأت ولم تنته بعد، لإيجاد حل لما باتت تعرف بمسألة غزة”. وأكد أن “جزءا أساسيا من هذه الحلول جدية، لكنها غير قابلة للتطبيق، وجزءا آخر يبدو مضحكا ومثيرا للسخرية، فحين يقترح أحدهم عقد مؤتمر دولي، وجمع تبرعات مالية ضخمة لإعادة إعمار غزة، مقابل أن تنزع حماس سلاحها، أسأل: ماذا يحصل في حال رفضت حماس التخلي عن سلاحها، في هذه الحالة يقترح أصحاب هذا الحل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي لنزع هذا السلاح من حماس”.

وأشار غلبوع، عميد احتياط في الجيش الإسرائيلي، والمستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشئون العربية، وألف كتبًا عن المخابرات الإسرائيلية، أن “هناك من يرى أن الحل يكمن في أن تقدم إسرائيل عرضا مغريا للسلطة الفلسطينية، بموجبه يتم إعادتها تدريجيا لإدارة قطاع غزة، والسيطرة عليه، على أن يشمل هذا الاتفاق منح السلطة التبرعات الدولية التي تظهرها أمام سكان القطاع جديرة بحكمهم أفضل من حماس”.

وأوضح أنه “صحيح أن هذا الحل يبدو مثاليا من الناحية النظرية، لكن هناك جملة تساؤلات: كيف تستطيع إسرائيل إدخال عناصر السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة؛ بالقوة أم بالمفاوضات مع حماس، أم بوساطة بين حماس والسلطة الفلسطينية؟ ومن سيقوم بنزع سلاح حماس منها؟ هل هم رجال السلطة الفلسطينية أم تتطوع الحركة وحدها وتسلم سلاحها؟ وكيف تحافظ السلطة الفلسطينية على أي وقف لإطلاق النار في غزة، هل تلاحق مطلقي القذائف الصاروخية كيف سيحصل كل هذا؟”.

وتابع: “لدي ثلاث ملاحظات مهمة أمام طرح هذه الحلول والمقترحات، الأولى أن إسرائيل لا يجب أن تحشر نفسها في خلافات الآخرين، مع أن هذا الأمر ليس جديدا، فقد تورطت سابقا في الحرب الأهلية اللبنانية، لكننا “أكلناها” على رؤوسنا، حين أردنا تعيين رئيس من طرفنا، وخيرا فعلت إسرائيل حين لم تتدخل في الحرب الأهلية السورية، رغم تعالي الأصوات التي طالبت بذلك”.

وأوضح أن “أي فرضية ترى أننا يجب أن نشارك في تصميم المشهد النهائي للشرق الأوسط تأتي في غير صالحنا، ولذلك لا يجب علينا التدخل في شئون جيراننا، إلا أن الأمر يتعلق بأمن قومي إسرائيلي من الدرجة الأولى”.

وأضاف أن “الملاحظة الثانية تتعلق بالسلطة الفلسطينية، فليس هناك جديد حين تنادي بعض هذه الحلول بأن يقدم الجيش الإسرائيلي على تصفية حماس، والقضاء عليها، ويعيد احتلال القطاع، وتقديمه على طبق من ذهب للسلطة الفلسطينية”.

وختم بإيراد “الملاحظة الثالثة بأنه ليس هناك من حلول سحرية للمستنقع الغزاوي، من جهتي أكتفي بثلاث سنوات من الهدوء الكامل بعد حرب الجرف الصامد 2014، وأن يبقى القطاع منفصلا كليا عن الضفة الغربية، دون أي تواصل فيزيائي بينهما، وأن يبقى دائما باتجاه مصر”.