لماذا يخفى الرئيس “أبو مازن” حقيقته البهائية؟

- ‎فيعربي ودولي

 كتب: سيد توكل

في 19 مارس 2003، تم اختيار محمود عباس، الشهير بـ"أبو مازن"، رئيسا للسلطة الفلسطينية، بينما لا تتخطى صلاحياته في الضفة المحتلة حدود مقعد المرحاض الذي يجلس عليه، ومع ذلك فهو دائم الاتهام لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بمحاولة الانقلاب على سلطة رام الله، ويفتعل المشاكل ويتصنع العراقيل أمام حكومة حماس لتجريدها من صلاحياتها، حتى دبر الانقلاب الكامل على ما جاءت به الانتخابات الفلسطينية.

تصيد "أبو مازن" مناسبة حشد العالم ضد "داعش"، فوجدها فرصة للتحريض ضد المقاومة الفلسطينية، فنال منها في غمار مهرجان المزايدة في تقديم مسوغات الالتحاق بالحلف الأمريكي الجديد بقيادة الرئيس دونالد ترامب؛ في علامة أخرى على نكبة النخب الحاكمة في الوطن العربي.

ودائما كان المناضلون في كل عصر يخشون أن يسرق نصرهم تجار قضاياهم من أصحاب الجوقة الإعلامية، الذين يمتهنون نضال الفنادق والمؤتمرات أكثر من خشيتهم من أعدائهم المباشرين، وكان نابليون بونابرت يردد دائما أن صديقا خائنا أخوف عنده من ألف عدو.

ما هي البهائية؟

البهائية فرقة خارجة عن الإسلام، وهي ربيبة الصهيونية العالمية وصنو الماسونية ، وكلهم يأخذون من "معين" واحد هو الكفر ومحاربة الإسلام وخدمة اليهود، ويصبون في "ماعون" واحد ينضح بالفساد العقائدي وترويج الضلال.

وتدعو البهائية- التي يعتنقها محمود ميرزا عباس "أبو مازن"- إلى نسخ الإسلام ورفض شريعته، وتنكر البعث والحشر والجنة والنار، وتحرم حجاب المرأة المسلمة، وتحلل المتعة وشيوعية النساء والأموال.

كما ينكرون أن سيدنا محمدا- عليه الصلاة والسلام- هو خاتم النبيين، ويبطلون الحج إلى مكة، ويستبدلون به الحج إلى مدينة حيفا الفلسطينية، حيث دفن "بهاء الله" وحيث يقع المركز البهائي العالمي.

وصلاة البهائية تسع ركعات على ثلاث مرات، ولا صلاة جماعة عندهم، كما يحرمون الجهاد أو حمل السلاح ضد الأعداء، وأيد البهائيون تجمع اليهود في فلسطين واحتلال أرضهم، لذلك أعلن عباس عن أنه لا يريد العودة إلى مسقط رأسه "صفد" في الجليل، ويختصر فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقدم تنازلات مجانية، وفرّط بالثوابت الفلسطينية من أجل إرضاء الصهاينة، في ازدراء واضح للشعب الفلسطيني ولمشاعره الوطنية.

يقول الكاتب الفلسطيني عبدالباري عطوان: "إذا كان الرئيس عباس لا يريد العودة إلى صفد، والبقاء في رام الله، أو العيش في بيته في عمان، فهذا قراره الشخصي، ولكنه في هذه الحالة لا يجب أن يتحدث أو يدعي تمثيل ستة ملايين لاجئ فلسطيني ينتشرون في مختلف بقاع الأرض، علاوة على الأراضي المحتلة في الضفة والقطاع ودول الجوار".

"قرضاي" فلسطين بهائي!

ظل الفلسطينيون يعانون خلال القرن المنصرم من ألاعيب وممارسات الطابور الخامس من أرباب الهوية الفلسطينية والهوى اليهودي، بدءا من بائعي الأراضي الفلسطينية وانتهاء بمروجي دعاوى الاستسلام، مرورا بعملاء الاستخبارات العسكرية الصهيونية.

وكثير من الفلسطينيين، اليوم، ينظرون بعين الريبة لاستحداث منصب رئيس الوزراء الفلسطيني، الذي حل فيه محمود عباس ميرزا (أبو مازن)، صاحب الشخصية المثيرة لحفيظة المناضلين الإسلاميين والوطنيين؛ نظرا لما يعتبرونه تغلغلا صهيونيا في وجه الانتفاضة المباركة.

وبرغم حرص أي باحث عن هذه الشخصية من أن يكون موضوعيا وحياديا؛ فإن الواقع يبرز دوما أمامه ما يدفعه إلى اتخاذ موقف مشابه لما تراه كل الحركات والفعاليات التحررية والجهادية الفلسطينية في شخص هذا الرجل، من مواقف لا تتفق والخط المقاوم الفلسطيني لممارسات الاحتلال وتطلعات الشعب الفلسطيني المسلم العربي، في طرد الصهاينة من أراضيه من خلال مخاطبته بذات اللغة التي يفهمونها.

ويقيم معظم البهائيين في إيران، لكن هناك عدد قليل منهم في سوريا وفلسطين ولبنان وإثيوبيا وباكستان والولايات المتحدة وبريطانيا، وباتفاق عدد من الباحثين، فإن أسرة أبو مازن البهائية نزحت من إيران إلى فلسطين، أوائل القرن الماضي، ويحظى البهائيون بتمثيل في الأمم المتحدة ولدى الاتحاد الأوروبي، ولهم علاقة قوية بالفكر الصهيوني وأركان حكمه، فقد عقد في فلسطين سنة 1968 المؤتمر البهائي العالمي، وكانت مقرراته تتماهى تماما مع الأفكار الصهيونية، كما أن عباس أفندي، الملقب بعبد البهاء، حين هلك لم يسر في جنازته إلا حاكم القدس الصهيوني وعدد من اليهود، وخلفه في الرئاسة الروحية لهذه النحلة الضالة صهيوني أمريكي يدعى (ميسون)، وغير معلوم من يتولى كبرها اليوم.