شهادة “مكي” إنصاف للرئيس وردٌّ على الحاقدين

- ‎فيمقالات

عجيبٌ أن يقال عن الرئيس الشهيد “محمد مرسي”- رحمه الله- إنه كان ضعيفا، وتساق الأدلة من هنا وهناك للتدليل على ضعف الرئيس الشهيد.

وقد جاءت شهادة وزير العدل في حكومة الدكتور “هشام قنديل”، المستشار “أحمد مكي”، للرد المتطاولين على شخص الرئيس الشهيد.

فقد قال المستشار أحمد مكى: “إن الاتهامات التي روجها إعلام المخابرات الحربية حول نيته بيع قناة السويس وتأجير الأهرامات وغيرها من الشائعات لا أساس لها”.

وقال: “إنه لم يلتق الرئيس مرسي قبل ذلك إلا يوم حلف يمين الوزارة”، وقال: إنه “لم ير له مثيلا في حياته كلها، وأنه يصدق فيه قول الله تبارك وتعالى “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما”.

“إن محمد مرسي رفض رفضاَ باتّاً، أن يُقتَل أحدٌ مِن شعب مصر، بعد اقتحام قصره الرئاسي، قائلاً: “لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً”.

وذكر أن الرئيس مرسي عندما قضت المحكمة بحبس أحد الصحفيين لسبّه الرئيس، اتصل عليه وطلب منه النصح لإطلاق سراح الصحفي؛ لأنه لم يستطع النوم بعد علمه بقرار الحبس، فنصحه بإلغاء قانون حبس الصحفيين، فأصدر على الفور قرارًا بإلغاء القانون.

وقال: “عندما صدر الإعلان الدستوري الذي حصن قرارات رئيس الجمهورية من رقابة القضاء، اعترض على الإعلان، وكذلك مساعدو وزير العدل، واجتمع مجلس القضاء لإعلان رفضه للإعلان الدستوري، وطلبوا لقاء الرئيس مرسي فرحب بهم، وذهبْت معهم للاجتماع في قصر الرئاسة”، وأوضح أنه لا يقصد تحصين قراراته في عمومها، ولكن الإعلان يخص القرارات المتعلقة بمجلس الشورى ولجنة تعديل الدستور للانتهاء من أعمالها، وأن حلم حياته أن تصبح مصر دولة مؤسسات، وعندما طلبوا من الرئيس مرسي إصدار بيان للتوضيح قال لهم اكتبوا البيان وسأوافق عليه.

وقال أيضًا: “خلال اجتماع مجلس الأمن القومي بحضور عدد من قيادات القوات المسلحة لمناقشة قرار المحكمة بنقض حكم حبس الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ قال الرئيس مرسي إن هناك أنباء عن تدهور حالة مبارك، وسألهم عن الإجراء المتبع حال وفاته، فلم يرد أحد فقلت له إن قرار المحكمة أسقط التهم عنه، ولا بد من تكريمه فلم يعترض الرئيس مرسي”.

وقال أيضا: “الرئيس مرسي صار رمزا تاريخيا، وحرم من أبسط حقوقه ومنها المحاكمة العادلة، لكن عندما تسترد مصر إرادتها يتم اعتبار الرئيس مرسي بطلا، وأن جزاءه عند الله”، مضيفا أن “المناخ الذي عاشته مصر في عهد الرئيس مرسي لا يقارن أبدا بما نعيشه الآن، فقد كان مناخا مفعمًا بالأمل وبحرية الرأي والتعبير”.

وختم شهادته قائلا: “الرئيس مرسي كان حلما وأتمنى أن يتحقق في يوم من الأيام، وأن يكون لمصر رئيس مدني يسكن في شقته، وأن يكون مستعدا لقبول الرأي الآخر”.

وأنا بدوري أقسم بالله- غير حانث- لو كان الرئيس مرسى ضعيفا وفاشلا كما حاولوا تشويهه، لفتحت له أمريكا وإسرائيل والدولة العميقة أحضانها، وقامت بحمايته ومساعدته.

لقد قالت “كاترين آشتون” بعد لقائها الرئيس مرسى في محبسه: “إنها لم ترَ في حياتها أحدا محبًا لوطنه أكثر من نفسه من هذا الرجل”.

وقال قادة الصهاينة: “لقد فشلنا في إفشال مرسي، ولم يكن هناك مفر من الانقلاب عليه”. ثم بعد ذلك يأتي متنطع، ليقنعنا بأن الرئيس مرسى كان ضعيفا. وكيف لشخص ضعيف يقف في وجه الصهاينة، كالأسد الهصور، قائلاً: “لن نترك غزة وحدها، وأقول للمعتدي لن يتحقق لكم سلام أبداً، وإن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم، وإنكم لن تستطيعوا أن تقتلوا شعبا أو تقتلوا أمة، ولن يكون لكم يوماً سلطان علينا أو على غزة، أوقفوا إراقة الدماء فمصر اليوم مختلفة تماماً عن مصر الأمس”.

ولكنه كان حكيما في إدارته، حريصا على حقن الدماء، يسعى لتأسيس دولة المؤسسات الحقيقية، فقال: “إنني قد رفضت وما زلت أرفض كل محاولات التفاوض على ثوابت الثورة ودماء الشهداء، تلك المحاولات الهادفة إلى أن يستمر المجرمون وينعموا باستعباد شعب لم يستحقوا يوما الانتماء له، وإنني كذلك أشدد تعليماتي لكل الثوار الفاعلين على الأرض بقياداتهم ومجالسهم وتحالفاتهم ورموزهم ومفكريهم وطلابهم أنه لا اعتراف بالانقلاب، لا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء”.

وإذا كانت الأنظمة الحاكمة في العالم أجمع، قد تواطأت مع عصابة الانقلاب، على قتل الرئيس الشهيد فلم تهتم بوفاته، فإن الشعوب الحرة، هتفت باسم الشهيد الرئيس مرسى، وصلت عليه صلاة الغائب.

وعندما حاولت عصابة الانقلاب، أن تطمس تاريخ الرجل ومعالم سيرته العطرة معتقلاً وشهيدا بعد ذلك، شاءت إرادة الله عز وجل، أن يُرفع الله ذكره في قارات الأرض الست، فصلى عليه ملايين الأحرار في كل بقاع الأرض، وفى المسجد الأقصى، رغم أنف الطغاة الحاقدين.

طبت حيا وميتا سيدى الرئيس، ورفع الله ذكرك في العالمين.