رغم التأمين والأموال المهدرة.. السياحة “قربة مخرومة”

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

كشفت وكالة "الأناضول" عن خسائر السياحة المصرية، وإهدار سلطات الانقلاب لأموال الدولة على محاولات فاشلة لعودة السياحة المكلومة، بسبب خطاب عبدالفتاح السيسي في إدارة الدولة لترويج الإرهاب، والتغني به ليل نهار لثبيت أركان عرشه، بالحصول على دعم دول أوروبا وأمريكا، الأمر الذي أدى لانهيار السياحة.

وقال التقرير -المنشور على "الأناضول" اليوم الأربعاء، عن خسائر السياحة المصري والأموال المهدرة التي تنفقها سلطات الانقلاب- إن إجراءات رباعية منذ 19 شهرا في 3 مطارات مصرية، تكلفت 42 مليون دولار، لم تسفر حتى الآن إلى أي تقدم في عودة السياحة الروسية أو البريطانية للبلاد من جديد، وعلى الرغم من هذه الإجراءات التي تلت حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء في أكتوبر الأول 2015، إلا أن الحكومة البريطانية ما زالت غير راضية عن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها، وترفض حتى الآن السماح لمواطنيها بالعودة لزيارة مصر، كما أن الحكومة الروسية وضعت مزيدا من الشروط أمام استئناف الرحلات الجوية إلى البلاد.

وذكر التقرير بالأرقام أن الإيرادات السياحية في مصر شهدت تراجعا بنسبة 12.8% في الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2017/2016، كما تراجعت الإيرادات إلى 2.8 مليار دولار، مقارنة بنحو 3.3 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام السابق، ولا تزال السلطات المصرية، تسعى لتكثيف إجراءاتها على أمل استعادة جزء من السياح واستئناف رحلات الطيران خاصة الروسي إلى مصر.

وأكد أن مطارات مصر شهدت منذ نحو 19 شهرا إجراءات تأمينية رباعية ومكثفة لزيادة أجواء التأمين، من خلال تركيب أجهزة بصمة متطورة للعاملين، وزيادة السعة التخزينية لكاميرات المراقبة، وتزويد المطارات بأجهزة فحص وكشف متطورة، وتكثيف الإجراءات الأمنية.

وفي 31 أكتوبر 2015، تحطمت الطائرة الروسية بعد وقت قصير من إقلاعها فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) وقتل كل من كان على متنها وعددهم 224 من الركاب وأفراد الطاقم، وإثر ذلك أوقفت موسكو رحلاتها إلى القاهرة حتى الآن، وفي 29 مارس 2016، أعلنت وزارة الطيران المدني المصرية خطف طائرة تابعة لها من مطار برج العرب (شمال) أثناء رحلتها الداخلية المتجهة لمطار القاهرة، قبل أن تتم السيطرة على الخاطف في مطار قبرص الرومية دون ضحايا.

وفي عام 2016، تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال العام الماضي، خاصة بعد توقف الرحلات الجوية من روسيا، ليصل إلى 5.4 ملايين سائح، مقابل 9.3 ملايين سائح عام 2015 بحسب بيانات رسمية، رغم أن مصر تعوّل على السياحة باعتبارها أحد أهم مصادر العملة الصعبة.

وقال التقرير عن الإجراءات الأربعة البارزة التي اتخذتها سلطات الانقلاب وهي:

1- تركيب أجهزة البصمة البيومترية الخاصة، التي تمنع العاملين في المطار من الدخول إلى غير الأماكن المصرح لهم بالتواجد بها.

2- دعم بوابات ومنافذ صالات المطارات بأجهزة فحص وكشف متفجرات متطورة (X Ray) والتي تظهر محتويات الحقائب من جميع الجهات، وهي شديدة الحساسية لأي مواد تمثل خطورة على سلامة الركاب والطائرات.

3- زيادة السعة التخزينية لكاميرات المراقبة على الأسوار وداخل الصالات إلى ٣٠ يوما، بدلا من 7 أيام فقط.

4- تكثيف نقاط التأمين والتفتيش على مداخل ومخارج المطارات وصالات السفر والوصول، والاستعانة بشركة أمن خاصة مصرية لتأمين مطار شرم الشيخ (شمال شرق)، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها شركة خاصة أمن مطار في البلاد، الأمر الموكل بالأساس لوزارة الداخلية.

ونقل التقرير عن مصادر في وزارة الطيران المصرية، أن الإجراءات التأمينية الأربعة في 3 مطارات أولها المطار الرئيسي للبلاد، وهو «القاهرة الدولي»، ومطاران في مدينتين سياحيتين هما: «الغردقة» (شرق) و«شرم الشيخ» (شمال شرق)، بخلاف التشديد الأمني وتكثيف إجراءاته في باقي المطارات، حيث تضم مصر 22 مطارا مدنيا، هي مطار القاهرة الدولي والذي يتبع شركة ميناء القاهرة الجوي، و21 مطارا وتتبع «الشركة المصرية للمطارات» (حكومية) التابعة لوزارة الطيران المدني، من بينها 19 رئيسيا و2 بنظام الـ B.O.T (الاستثماري)، وهما مطارا «مرسى علم» و«العلمين» (غرب).

وقالت المصادر إن الإجراءات التأمينية بالمطارات لا سيما الرئيسية مكثفة للغاية، وتتوافق مع المعايير الأمنية بالمطارات الدولية.

واستدلت بما صرح به شريف فتحي وزير الطيران المدني، إن هناك خطة تأمين المطارات على ثلاث مراحل، مشيرا إلى أن تكلفة المرحلة الأولى منها بلغت 42 مليون دولار (دون تفاصيل أكثر)، في الوقت الذي تواجه مصر مخاوف مستمرة من عدم القدرة على تأمين مطاراتها، غير أن سلطات الانقلاب كانت تؤكد باستمرار أن مطارات العالم تقع فيها حوادث، وأنها مستمرة في إجراءاتها التأمينية المكثفة لمواجهة أي تهديد ولسد أية ثغرة أمنية.

يذكر أنه في فبراير الماضي، قام وفد أمني روسي أثناء تفقده الإجراءات الأمنية في مطار القاهرة، بـ3 حيل مختلفة لاختراق بوابات تأمين المبنى، مستخدما عبوات هيكلية ودوائر كهربائية تستخدم في التفجير، غير أن شرطة تأمين المطار تمكنت من كشف تلك المحاولات، وفق تقارير صحفية مصرية.

وتعول مصر في تعافي اقتصادها إلى حد كبير على إنعاش قطاع السياحة الذي زادت معاناته إثر وقف الرحلات الروسية.

وتعاني مصر من نقص في مواردها من العملة الأمريكية وسط تراجع إيرادات السياحة وقناة السويس (المجرى الملاحي العالمي) وتحويلات المصريين في الخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة.