دلالات تصعيد مليشيات الإمارات فى سقطرى.. وإلى متى تصمت الرياض؟

- ‎فيعربي ودولي

كشف مصدر حكومي يمنى عن أن تعزيزات من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وصلت إلى جزيرة سقطرى استعدادًا لهجوم جديد على مدينة “حديبو”. هذا ووصف أحمد الميسرى، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية اليمنى، الصمت السعودي تجاه ما يجرى فى سقطرى بالتواطؤ.

فلماذا عاد التوتر إلى سقطرى بعد أيام من التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين ممثلي الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي برعاية سعودية؟ وإلى أى حد يؤثر ما يبدو من صمت السعودية إزاء ممارسات حلفاء الإمارات على علاقة الحكومة الشرعية والقوى المؤيدة لها بالرياض؟

بعد بضعة أيام من التوصل إلى اتفاق للتهدئة فى سقطرى بين ممثلي الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية سعودية، اتهمت السلطات المحلية عناصر المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا بمحاولة جر محافظة سقطرى إلى العنف والفوضى، مشيرة إلى أنهم اقتحموا مبنى المحافظة لكن قوى الشرعية استعادته من أيديهم.

وقال مصدر حكومي يمنى للجزيرة، إن السلطة المحلية رصدت تحركات على الساحل الشمالي لجزيرة سقطرى ووصول ثلاث ناقلات لأفراد من خارج المحافظة بحرا.

وأضاف المصدر أن الأفراد الذين وصلوا انضموا إلى المتمردين المدعومين من الإمارات فى اللواء الأول مشاة بحري الذي أعلن انضمامه للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبل دولة الإمارات.

وأكد المصدر أن مجموعات ممن وصفهم بمرتزقة الإمارات التابعين للمجلس الانتقالي تتوافد إلى مقر اللواء الذي يسيطر عليه متمردون، استعدادًا لمحاولة أخرى للهجوم على مدينة حديبو مركز المحافظة.

وفى تصريحات خاصة للجزيرة، حمل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمنى أحمد الميسرى الإمارات والتحالف مسئولية ما قال إنه إراقة الدماء وحالة الانقسام التى تشهدها جزيرة سقطرى اليمنية.

وقال إن صمت السعودية تجاه تصرفات المجلس الانتقالي الجنوبي فى سقطرى يفسر بأنه تواطؤ، مضيفا أنه على السعودية إما الوقوف إلى جانب إرادة الشعب اليمنى والحكومة الشرعية أو مع الإمارات ونهجها، وفق تعبيره.

وقال عادل الحسنى، القيادي فى المقاومة الجنوبية اليمنية، إن هذه الاتفاقات ليست الأولى التى توقعها السعودية وإنما هي إبر مخدرة فقط .

وأضاف الحسني، في تصريحات لبرنامج “ما وراء الخبر” على قناة الجزيرة، أن تصريحات نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية التي اتهم فيها السعودية بالتواطؤ تعني أن اليمنيين قد وصلوا إلى طريق مسدود مع السعودية.

وأوضح أن السعودية ترفض عودة الشرعية اليمنية إلى عدن، موضحا أن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان هدد نجل الرئيس اليمني بضرب الجيش اليمني إذا حاول الدخول إلى عدن بالقوة.

وتوقع الحسني أن يفجر اليمنيون ثورة ضد الوجود الأجنبي في بلادهم، مضيفا أن التحالف السعودي الإماراتي هدفه تقسيم اليمن؛ فالإمارات تريد السيطرة على سقطرى وعدن، والسعودية تريد المهرة وحضرموت.

بدوره قال محمد مختار الشنقيطى، أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمد بن خليفة، إن السعودية لم تدخل اليمن بحيادية، بل جاءت على أساس أنها حليف للسلطة الشرعية، وأنها جاءت حريصة على وحدة اليمن. 

وأضاف الشنقيطي أن السعودية تعانى من مشكلة قدرة وإرادة، وأن السعودية كبلد بإمكانها تغيير المعادلات بكل سهولة فى اليمن، وتستطيع أن تقف في وجه عبث أبو ظبي فى اليمن.

وأشار إلى أن السعودية تدخلت بقوة من قبل، ولكن ليس لصالح الطرف الذى يفترض أنها حليف له، ولكن هى تدخلت فى نهاية السنة المنصرمة لمنع قوات الشرعية من دخول عدن، والسعودية ليست فقط متواطئة بل شريكة فيما يحدث فى جنوب اليمن بمعنى أن الإمارات تذبح والسعودية تشد وثاق الذبيحة لتمكينه من إنجاز المهمة والمسئولية فى النهاية على اليمنيين.