#جمعة_الغضب.. أسبابها متوفرة وستشتعل شرارتها قريبا في وجه السيسي

- ‎فيتقارير

على كل مصري ومصرية أن يحكوا لأولادهم عن جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011، لأن التاريخ يتم العبث به من قبل عصابة الانقلاب العسكري، والآباء والأمهات هم شهود العيان الذين شاركوا في كسر حاجز الخوف الذي شيّده أبو الانقلاب الفاشي، جمال عبد الناصر، واستكمله المخلوع مبارك.

لن ينسى أحد من الذين شاركوا في جمعة الغضب صفوف المصريين التى تدفقت مثل الموج الهادر فوق كوبري قصر النيل، وخراطيم المياه التي أطلقتها شرطة مبارك، والرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز، والخل الذي قاوم به الثوار زخات الغاز حتى وصل الحلقوم.

وعندما استطاع العسكر خداع المصريين ودس هتاف “الجيش والشعب إيد واحدة”، والذي لم يكن إلا مجرد استدراج لقطع يد الشعب، ولكنْ لأبناء الثورة عودة، وهناك قصاص عندما يصطف الشعب مرة ثانية كيدٍ واحدة، ويقطع كل يد خانت الوطن.

مسألة وقت

يقول المحلل السياسي الدكتور أسامة رشدي: “الثورة لن يُضرب لها موعد.. إنها ليست رحلة أو حفلة شواءٍ في البرية نتواعد مع الأصدقاء لتنظيمها، وحتى ثورة يناير لم يكن يتوقع من دعوا للوقفة في 25 يناير أنها ستتحول لثورة تجذب مئات الآلاف، وكانت ذروتها جمعة الغضب.. كل أسباب الثورة متوفرة بل أكثر من 2011، ويومًا ما ستشتعل شرارتها وقريبا جدًا”.

وتقول الناشطة عائشة إبراهيم: “في ذكرى أجمل الثورات وأنبلها #ثورة_25_يناير سلامٌ على من مر هنا وهتف #يسقط_يسقط_حكم_العسكر، فالحلم لم يمت بعد. الصورة للبلتاجي وهو يصلي بالمتظاهرين في #جمعة_الغضب.. اليوم #البلتاجي في سجون #السيسي ومحكوم عليه بالإعدام بعد أن قتل العسكر ابنته الوحيدة في ميدان #رابعة”.

ويقول الناشط محيي الدبور: “لحظة هروب الداخلية أمام جموع الثوار يوم #جمعة_الغضب، ثورة_٢٥_يناير.. أنا شاركت في اللحظة دي والثورة دي وأفتخر “.

وقال محمود المري: “بداية النهاية #جمعة_الغضب بعد يوم من المعارك الطاحنة وسقوط الشهداء والمصابين نجح #الشعب فى الاستيلاء على قطعة من أرض الوطن المنهوب. وأعلن ميدان التحرير عن وجود أحياء أحرار فى هذا الوطن يرفضون بالسلمية والدم نظام فرعون وكل حاشيته بالكامل من خلال اعتصام مفتوح إلى رحيل دولة التوريث”.

ويقول الحقوقي والمحلل السياسي عمرو عبد الهادي: “أقسم بالله انتصرنا.. انتوا متخيلين الدنيا اتغيرت ازاي.. #السيسى بعد ما كان بيقبض على الشيوخ اللي بتدعي على الظالمين وبيقتل الناس في الشوارع، إلى إن صورته بتمزق وبتداس بالأحذية وبنتظاهر ودول العالم بتدافع عن التظاهر.. السيسي بيتبخر والموضوع مسألة وقت”.

إنّ الثورات عبر التاريخ مرت بمراحل، ولا نكاد نجد ثورة أنجزت وعدها في جولة واحدة، ولكنها جميعا تعرضت لما تعرضت له ثورتنا، ثم في النهاية كُتب لها النجاح؛ لأنّ الموجة الأولى منها غرست في نفوس الأجيال عقيدة لا تمحى، فالعقيدة موجودة، وكل مقومات وأسباب الثورة موجودة، والفرصة سانحة، فهلم إليها، فإنّ الإحجام في موضع الإقدام كالإقدام في موضع الإحجام هلكة ومضيعة.

تأهلت الساحة للتمرد

لقد أظهرت مظاهرات 20 سبتمبر 2019 أن الشعب مؤمن بالثورة إيمانا عميقا، وأنّه عاشق للحرية عشق البلابل للشدو، والصقور للتحليق في علياء السماء، وأظهرت كذلك كم هو شخص بغيض مقيت منبوذ؛ ففيم التردد وقد تأهلت الساحة للتمرد، وهل ينتظر الناس فقرا وقهرا أكثر مما هم فيه؟! وهل يتوقع الخلق إلا مزيدا من الضياع في ظل حكم هؤلاء الفسدة؟!

إنّ الثورة حق للمصريين وواجب عليهم، وهم المالكون لها والمتصرفون فيها، وإنّ الشارع إذا انعقد المدّ الثوريّ عند قمة الزخم لهو صاحب الكلمة؛ فلا أجنحة عندئذ ولا أفخاذ، فأشعلوها ثورة تأكل نارها كل ما يرتب في الظلام أو يحاك في سراديب الطغاة، وقديما قال شاعر المعتصم أبو تمام: السيف أصدق إنباء من الكتب … في حده الحد بين الجد واللعب، فسيف الثورة العارمة سيسقط جميع الأقنعة المتبقية وسيقتص للشهداء والمعتقلين والأرامل والثكالى والمظلومين.

ويجب أن يكون المصريون على يقين بأنّ الله تعالى يمهل ولا يهمل، قال تعالى: (وأملي لهم إن كيدي متين) وقال في الحديث القدسي: (إنّ الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) وليحرص المصريون على بعض، وليدافع بعضهم عن بعض، وليكونوا جميعا في جمعة الغضب القادمة على قلب رجل واحد: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).