تنظيم فعالية مؤيدة للسيسي عند المنصة في جمعة الغضب الثانية.. الرسالة والدلالة

- ‎فيتقارير

تتجه أجهزة السيسي الأمنية نحو إقامة فعاليات مصطنعة دعما لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي أمام الحشود التي خرجت في انتفاضة 20 سبتمبر 2020م تهتف برحيله بعد أن أدخل البلاد في نفق مظلم وزاد في إفقارها وخرابها وتضخم الديون إلى مستويات مخيفة، ثم شرع في هدم منازل المصريين ما لم يدفعوا إتاوات كبيرة لحكومته.

الملاحظة الأهم أن من يقود تنظيم هذه الفعاليات المصطنعة هو جهاز أمن الدولة، والذي وجه ضباطه إلى كل المرشحين على قوائم حزب مستقبل وطن وباقي الأحزاب وكل المرشحين كمستقلين إلى حشد أكبر عدد من الناس غدا بعد صلاة الجمعة أمام النصب التذكاري بمدينة نصر بالقاهرة في كل ميادين المحافظات، مقابل الحصول على دعم الجهاز في مسرحية انتخابات البرلمان. معنى ذلك أن السيسي لم يعد يستطيع حشد موالين له إلا عبر جهازه الأمني، وعبر استغلال المرشحين لبرلمانه المقبل والذين يبلغون نحو 4 آلاف كلهم يسيل لعابه إذا تواصل معه جهاز أمن الدولة وطلب منه الحشد لدعم السيسي أملا في الفوز برضا الجهاز ورغبة في الحصول على دعمه في مسرحية البرلمان الجارية. ومن المرتقب أن يحشد للفعالية حزب "مستقبل وطن" المدعوم من النظام الحاكم، من خلال نقل المواطنين من المحافظات للمشاركة في الاحتفال أمام المنصة، مع توزيع وجبات عليهم أثناء مشاهدة العروض الغنائية، في مشهد يعيد للأذهان تنظيم الحزب نفسه فعالية مؤيدة للسيسي في 27 سبتمبر2019، وتوزيع أنصاره "كراتين" تحتوي على مواد غذائية على المشاركين فيها.

الملاحظة الثانية أنهم ربطوا هذه الفعالية باحتفالات حرب أكتوبر لكي تكون أكثر حشمة ووقارا؛ خصوصا وأن جموع المصريين باتوا لا يقبلون باستمرار نظام السيسي بعد المصائب التي جرت وتجري وبعد هدم مئات المنازل والمساجد بدون وجه حق.

الملاحظة الثالثة أنهم ليكي يضمنوا أكبر عدد من الحضور قررا عقد حفل غنائي بمشاركة عدد من المطربين والمطربات أملا في أن يسهم ذلك في مشاركة أوسع يتم توظيفها كدعاية للسيسي والزعم بأنه لا يزال يحظى بقدر كبير من الشعبية.

الملاحظة الرابعة، أن هذه الفعاليات المصطنعة لدعم السيسي تأتي في ظل صدام السيسي وأجهزته الأمنية مع جموع المصريين في أعقاب هدم مئات المنازل والمساجد بدعوى أنه أقيمت بالمخالفة للقانون، وشهدت منطقة "العوامية" بمحافظة الأقصر مساء الأربعاء 30 سبتمبر حرب شوارع  بين أجهزة السيسي الأمنية وأهالي وجيران المواطن عويس الراوي الذي قتلته الشرطة، إذ أطلقت الأخيرة قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش، لفض التجمع الخاص بجنازته، بسبب ترديد المشاركين فيها هتافات مناوئة للسيسي، ما أسفر عن حريق في إحدى البنايات، كما ظهر في مقاطع بث حي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب الحقوقي خالد علي فإنه جرى رصد 735 معتقلا في انتفاضة سبتمبر وإصدار قرارات بحبسهم لمدة 15 يوماً من نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة تحقيقات القضية رقم 880 لسنة 2020 (حصر أمن دولة)".فيما قالت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن العمال والبسطاء والفقراء "يشكلون غالبية ضحايا الهجمة الأمنية التي تزامنت مع الموجة الثانية من احتجاجات سبتمبر 2020"، معتبرة أن استمرار القبضة الأمنية بغلظتها، والزج بالبسطاء والأبرياء في غياهب السجون، "لن يؤديا إلا لمزيد من الغضب والرفض للسياسات الاقتصادية الظالمة، والممارسات القمعية المستفحلة في مصر".

الرسالة الأهم أن المظاهرات التي تخرج ضد السيسي هي مظاهرات شعبية بامتياز يقدم المشاركون فيها على التظاهر وهم يدركون أنهم معرضون لخطر الموت أو  الاعتقال أو الإصابة بينما المظاهرات المصطنعة لدعم السيسي فهي أشبه بحفلات العري والرقص يحظى المشاركون فيها بحماية  الأمن وتوزيع الوجبات والمزايا المالية، وهي ذات الفروق تماما بين من شاركوا في ثورة 25يناير واعتصام رابعة من جهة ومن شاركوا في سهرة 30 يونيو من جهة ثانية، فليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة كما يقول  المثل القديم.