الاحتجاجات الشعبية.. مفاجأة ومتوقعة!

- ‎فيمقالات

عنوان مقالي قد يثير دهشتك، “فالمفاجأة” عكس “المتوقعة”! فكيف اجتمع المتناقضان معا في عنوان واحد؟؟ وأشرح ما أعنيه قائلا إن الاحتجاجات الشعبية التي وقعت قبل أيام، وهناك احتمال بأن تتكرر من جديد كانت مفاجأة بكل المقاييس! فالقبضة البوليسية شديدة الوطأة، والاستبداد السياسي جاثم على أنفاسنا واستطاع سحق المعارضة بأنواعها، ومع ذلك رأينا هؤلاء الشباب يكسرون حاجز الخوف في مفاجأة جميلة ويتحدون حكم العسكر دون أن يخشوا بطش السلطة بهم! وغالبيتهم الساحقة لا ينتمون إلى أي تنظيم سياسي! فهم قادمون من الشارع ويعبرون عنه بعيدا عن أي كيانات سياسية!

وتلك المفاجأة رأيتها متوقعة لأسباب ثلاث تحديدا:
1_ صعوبة الحياة وارتفاع الأسعار، فالغالبية الساحقة من الناس تعاني جدا في حياتها في عهد “السيسي” خاصة بعدما بدأ بما اسماه الإصلاح الاقتصادي، وكان ضحيته الفقراء والطبقة الوسطى التي أصبحت في خبر كان.

2_ الفساد ويتمثل في إهدار أموال طائلة بمشروعات بناء لا نعلم مدى فائدتها مثل العاصمة الإدارية ومدينة العلمين ولا ندري أي أرقام عنها وترف مرفوض مثل بناء أكبر جامع وأكبر كنيسة وأكبر دار أوبرا وأكبر برج! وأكبر حديقة إلى آخر هذا “الأكبر” بالإضافة إلى القصور التي اعترف السيسي ببنائها وقال أنه يسعى لبناء المزيد منها! وهذه “البلايين” من الفلوس رأى الناس أنها من الأفضل أن تنفق على الخدمات الأساسية والفقراء مع الاهتمام بالنهوض بالزراعة والصناعة وشد الاحزمة وحالة تقشف في الدولة حتى نجتاز الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها بلادي، وهذا ما لم يحدث بل رأينا عكسه!

3_ الاستبداد السياسي والصوت الواحد، وخضوع الإعلام كله لسيطرة الدولة وعودة الرقابة على الصحف كأبشع ما تكون! يعني “رجعنا مليون سنة ورا” في مجال الديمقراطية، فكان من حق الناس أن تثور وتحتج خاصة وأن هناك انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان هي الأسوأ من نوعها في تاريخ مصر كلها وتمثل جانبا مظلما بشعا من حكم السيسي سيكشف التاريخ خباياه إن عاجلا أو آجلا!

وازداد الحكم البوليسي وحشية وسعار وهو يتصدى للمظاهرات، وعدد المقبوض عليهم حتى الآن بتهمة التظاهر يفوق الـ 500 من أبناء مصر، بالإضافة إلى حملات ليلية وقبيل الفجر بهدف القبض على المئات من المعارضين لنظام الحكم على الفيس بوك والمواقع الإلكترونية!
وربنا كبير ونأمل في غد قريب تطلع فيه شمس الحرية في سماء بلادي وينتهي حكم العسكر والاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا.. قول يا رب.