“إندبندنت”: هل تحرك تصريحات ترامب جمود مفاوضات سد النهضة؟

- ‎فيأخبار

تستأنف غدا الثلاثاء المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول السد المثير للجدل الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، بحسب ما أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامافوسا غدا الثلاثاء.
وذكر بيان صادر عن رامافوسا اليوم الاثنين أن المحادثات حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير توقفت قبل سبعة أسابيع ومن المقرر أن تستأنف بعد أن أجرى الاتحاد الأفريقي مشاورات مكثفة مع الدول الثلاث، بحسب ما أفادت صحيفة "إندبندنت".

وقال البيان إن استئناف المحادثات يُظهر "الإرادة السياسية القوية والالتزام" من جانب قادة الدول الثلاث للتوصل إلى "حل سلمى وودى" للقضايا المتعلقة بالسد.

وتقترب إثيوبيا من الانتهاء من بناء السد الذي تبلغ قيمته 4.6 بليون دولار والذي تأمل أن يحفز النمو الاقتصادي وأن يمد الطاقة الكهربائية إلى العديد من سكانها الذين يزيد عددهم عن 110 ملايين نسمة، غير أن مصر والسودان أعربتا عن قلقهما من أن يؤدي السد إلى الحد من تدفق مياه نهر النيل إلى بلديهما، وتعتمد مصر بشكل كبير على نهر النيل لتزويدها بالمياه اللازمة لزراعتها ولمزيد من 100 مليون نسمة.

واحتفلت إثيوبيا بالمرحلة الأولى من ملء السد في أغسطس دون الرجوع إلى مصر والسودان، متحججة بالأمطار الغزيرة، مما أثار استياء مصر، وحظرت إثيوبيا فيما بعد الرحلات الجوية فوق السد وسط مخاوف من احتمال قيام مصر بعمل عسكري.
ونددت إثيوبيا الأسبوع الماضي بـ"التهديدات العدائية" بشأن بناء السد، بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مصر "ستفجر" المشروع الذي وصفته بأنه تهديد وجودي.

وقال ترامب يوم الجمعة "إنهم (مصر) سينتهي بها المطاف بتفجير السد"، وأضاف "قلتها وقلتها بصوت عال وواضح، سيفجرون ذلك السد وعليهم أن يفعلوا شيئاً"، قال ترامب بينما كان يعلن أن السودان سيبدأ بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

وذكر بيان أن وزير خارجية إثيوبيا استدعى السفير الأمريكى للحصول على توضيحات، قائلا "إن التحريض على الحرب بين إثيوبيا ومصر من رئيس أمريكى حالي لا يعكس الشراكة القديمة والتحالف الاستراتيجي بين إثيوبيا والولايات المتحدة ولا مقبولا فى القانون الدولى الذى يحكم العلاقات بين الدول".
وذكر بيان أصدره البرلمان الإثيوبي يوم الأحد أن تصريحات ترامب "غير مسؤولة" و"مثيرة للشفقة"، وأضاف "لا يمكن لاي قوة على الأرض أن تمنعنا من إنهاء السد".

ودعا وزير الري السوداني ياسر عباس اليوم الاثنين إلى إتباع مقاربة تفاوضية جديدة تسمح بدور "أوسع وأكثر فاعلية" للخبراء والمراقبين الأجانب لدفع المفاوضات إلى الأمام.
وقال في رسالة وجهها إلى وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا نالدي باندور إن السودان سيشارك في الجولة المقبلة لبحث "إيجاد أساليب تفاوضية مختلفة".

وكان الرئيس الأمريكى قد طلب من وزارة الخارجية فى وقت سابق من هذا العام تعليق مساعدات بملايين الدولارات لإثيوبيا بسبب نزاع السد ، مما أثار غضب الإثيوبيين الذين اتهموا الولايات المتحدة بالتحيز خلال جهودها السابقة للتوسط فى اتفاق بين الدول الثلاث. وقد انسحبت إثيوبيا من تلك المحادثات.

وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبى أبى احمد اليوم " أن التصريحات العدائية والتهديدات لن تجبر إثيوبيا على الاستسلام للشروط غير العادلة"، "إن هذه التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية هي انتهاكات مضللة وتتعارض مع القانون الدولي بشكل واضح". وأضاف أن "إثيوبيا لن تذعن للاعتداءات من أي نوع".

وذكر بيان مكتب اى أن المحادثات مع مصر والسودان أظهرت تقدما كبيرا منذ أن تدخل الاتحاد الإفريقي للإشراف عليها. وقال ابيل اباتي ديميسي، وهو زميل مشارك في تشاتام هاوس، إن تصريح ترامب يمكن أن يقوض هذه العملية، مضيفا أن ذلك يثبت أن الولايات المتحدة لم تكن وسيطا نزيها منذ البداية.

ولم يكن هناك أي تعليق من الحكومة المصرية على تصريحات ترامب، لكن وسائل الإعلام الموالية للحكومة غطتها على نطاق واسع وأكدت مصر مرارا أنها تريد تسوية النزاع بالطرق الدبلوماسية لكنها قالت إنها ستستخدم "كل الوسائل المتاحة" للدفاع عن مصالح شعبها.

وقد دفعت تصريحات ترامب الجديدة بعض الإثيوبيين إلى حث الأمريكيين الإثيوبيين على التصويت ضده في انتخابات الشهر المقبل.

وقال المفاوضون إن الأسئلة الرئيسية ما زالت قائمة حول كمية المياه التى ستفرج عنها إثيوبيا فى المصب إذا حدث جفاف متعدد السنوات وكيف ستحل الدول أية نزاعات مستقبلية وترفض إثيوبيا التحكيم الملزم في المرحلة النهائية.

وحذر أحد خبراء المياه من أن توجيه ضربة عسكرية إلى السد سيكون كارثيا، وقال آبي ييرغا لوكالة "أسوشيتد برس": "يحتوي السد بالفعل على أكثر من 4.9 مليار متر مكعب من المياه في خزانه"، وسيؤثر ذلك على آلاف الأشخاص على طول الطريق إذا تدفقت هذه الكمية الهائلة من المياه من السد".

وتقوم إثيوبيا ببناء السد على النيل الأزرق الذي ينضم إلى النيل الأبيض في السودان ليصبح نهر النيل، وينبع حوالي 85% من تدفق النهر من إثيوبيا. ويأمل المسؤولون أن يصل السد، الذي اكتمل الآن أكثر من ثلاثة أرباعه، إلى القدرة الكاملة على توليد الطاقة في عام 2023.

رابط التقرير:

https://www.independent.co.uk/news/world/americas/us-politics/threeway-talks-over-ethiopias-nile-river-dam-set-to-resume-ethiopia-dam-cyril-ramaphosa-egypt-sudan-b1347682.html